كان هناك في الباحة سدرة كبيرة وارفة تنبض في عروقها الحياة
وكانت هناك طفلة تحوم بدراجتها الحمراء ذات الثلاثة أرجل
حول جذعها الكبير...
كبرت الشجرة لتكون شجرة عجوز
وكبرت الطفلة لتكون ذاكرة السدرة والباحة والبيت العتيق ذات الحجر القرميدي والمظلة المظللة بأوراق الزهرة المجنونة السخية بأزهارها الوردية في كل الفصول حيث تغطي وجه البلاط الأبيض
وفي فترات الغروب تعلو الضحكات وأصواتنا الطفولية وشغبنا وجنوننا وعبثنا حول المنزل منزلنا العتيق...
كبرت الطفلة لتكون ذاكرة الشجرة العجوز
كبرت لتكون ذاكرة الباحة الكبيرة وأوراق الزهرة المجنونة الوارفة بالحياة كل الفصول
......
أحم أحم..أسعل من شحوب الجو وصفارة المريب...ينفلت قلمي لحظة لينسكب حبرة على ورقتي)...
ثم أكمل الحديث)
.......
(tu ti la fiore fiore la patchouli..)
أنت الزهرة...زهرة الباتشولي
جملة ترجمتها في كل كتاباتي
كلما مرت في خاطري شهوة الحرف تنبض في وجداني الكلمات بكل اللغات
إن قلبي مليئ بالوفاء للذاكرة
ذاكرتي الأولى حيث أول صرخة حياة انطلقت مني حين أخرجوني من كيس أبيض غلفني به جسد والدتي حتى البحيرة ذاكرتي الأخيرة...
أتعلم يا سيدي الشفاف إنك تحتل كل كياني؟؟؟
وقفت...أمامها ...الشجرة العجوز شجرة النبق أحدثها ذكرياتي
تحركت بألفة حين مرت عليها نسمة ريح خفيفة فكادت تلمس قامتي النحيلة بأغصانها...طأطأت رأسي
فبكيت...دموع الباتشولي
دموع طفولتي وأصحابي ترى أين أنتم يا كل ذكرياتي
في باحات الغروب ومظلة الأحلام حيث نسجنا أحلامنها أين ضحكاتنا بكائنا ضجرنا وشوقنا حين التقينا بعد فراق قصير...
طفولتي ذاكرة المبللة بقطرات المطر
ورائحتة المعبقة في تراب حديقتنا الصغيرة وحيطان منزلنا وأحجار القرميد التي تزين تاج بابنا الحديدي...
أين
وأين
وأين
هكذا غدونا..مشتتون في بلدان فرقها القدر...لنغدوا ضحاياها ...
وبضعة صورة مشتتة مابين زمينين جمعتمها شجرة النبق
في منزلنا العتيق
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
هكذا غدونا..مشتتون في بلدان فرقها القدر...لنغدوا ضحاياها ...
ReplyDeleteوبضعة صورة مشتتة مابين زمينين جمعتمها شجرة النبق
في منزلنا العتيق
عميييقة قوي القصة دي
أشكر مرورك الكريم عزيزي
ReplyDelete